عدد الرسائل : 99 العمر : 33 أوسمة التميز : ردد معايا : تاريخ التسجيل : 23/05/2008
موضوع: جزء من سيرتة العطرة صلى اللة علية وسلم الخميس يونيو 12, 2008 5:33 am
[size=24][color=red]بسم اللة الرحمن الرحيم نبذة من سيرة الرسول (صلى الله عليه وآله)
وإليك نبذة من سيرته الطاهرة مما يجب أن تجعلها الحركة الإسلامية ـ التي تريد أن تحكم البلاد، وتنقذ العباد ـ أسوة وتتخذها في كل أمورها سواء قبل الوصول إلى الحكم أو بعده. إنه (صلى الله عليه وآله) كان شديد التواضع يخصف نعله، ويرقع ثوبه، ويحلب شاته، ويسير في خدمة أهله سيرةً جميلة، يحب الفقراء والمساكين، ويجلس معهم، ويعود مرضاهم ويشيع جنائزهم، ولا يحقر فقيراً أوقعه الفقر، ولا يعظّم غنياً لغناه، يقبل المعذرة، ولا يقابل أحداً بما يكره، ويمشي مع الأرملة، ومع العبيد، لا يهاب الملوك والأمراء، ولا يستحقر الضعفاء، يمشي خلف أصحابه، ويقول: (خلوا ظهري للملائكة الروحانية) وأحياناً يمشي في وسطهم.
تواضع الرسول (صلى الله عليه وآله)
يركب البعير والفرس والبغلة، ويعصب على بطنه الحجر من الجوع، يبدأ من يلقاه بالسلام، ويطيل الصلاة إذا صلى وحده أما إذا صلى جماعة فيخفف ملاحظة للمأمومين، ويقصر الخطب في الجمعة وغيرها لئلا يملّوا، ويألف أهل الشرف، ويكرم أهل الفضل، ويمزح ولا يقول إلا حقاً، وكان يقول في الشدائد التي ترد عليه من الجاهليين، (اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون)(4) فلا يدعو عليهم، ولما كسرت رباعيته، وشجّ وجهه يوم أحد شق ذلك على أصحابه، وقالوا: (لو دعوت عليهم يا رسول الله)، فقال (صلى الله عليه وآله) (إني لم أبعث لعاناً، ولكني بعثت داعياً ورحمة، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون)(5). فقال له أصحابه: يا رسول الله لقد وطئ ظهرك وأُدميَ وجهك، وكُسرت سنك فأبيت أن تقول إلا خيراً، فقلت: (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) .
وهكذا كان (صلى الله عليه وآله)، فإنه لم يقتصر على السكوت عنهم، بل عفا عنهم وأشفق عليهم ورحمهم ودعا لهم، ثم اعتذر عنهم بقوله (صلى الله عليه وآله) (فإنهم لا يعلمون) كالأب الشفيق الرؤوف.
الرسول (صلى الله عليه وآله) الأب الشفيق
وروى بعض أصحابه، أنه كان واضعاً عليه ذات مرة بُرْد غليظ الحاشية فجذبه أعرابي بردائه جذبة شديدة حتى أثرت حاشية البرد في صفحة عاتقه، ثم قال: يا محمد احمل لي على بعيريَّ هذين من مال الله الذي عندك، فإنك لا تحمل لي من مالك، ولا مال أبيك، فسكت النبي (صلى الله عليه وآله)، ثم قال: المال مال الله، وأنا عبده، وهل أقاصك يا أعرابي ما فعلت بي؟
قال الأعرابي: لا.
قال (صلى الله عليه وآله): ولم؟
قال: لأنك لا تكافئ السيئة بالسيئة، فضحك النبي (صلى الله عليه وآله) ثم أمر أن يحمل له على بعير الشعير وعلى الآخر التمر(6).
الرسول (صلى الله عليه وآله) يقابل الأذى بالرحمة
ولقد آذاه قومه بكل أنواع الأذى من البصق في وجهه، وإفراغ أحشاء الشاة على رأسه، ووطئ ظهره، وجعل الأشواك في طريقه، ومصادرة أمواله، وتهجيره، والمؤامرة عليه، وقتل عمه وابنته وحفيدته وأصحابه، والاستهزاء به، وقالوا: ساحر ومسحور ومجنون وشاعر وكاهن، مسه بعض آلهتنا بسوء، إلى غير ذلك من الأذى، حتى قال (صلى الله عليه وآله): (ما أوذي نبي مثل ما أوذيت)(7) فصبر على تلك الشدائد الصعبة إلى أن أظهره الله عليهم، وحكَّمه فيهم وهم لا يشكون في استئصال شأفتهم، وإبادة جماعتهم، ومصادرة أموالهم.
الرسول (صلى الله عليه وآله) يصفح عن أهل مكة
فما زاد على أن صفح وعفا، وقال لهم: ما تقولون إني فاعل بكم؟
قالوا: خيراً أخ كريم، وابن أخ كريم.
فقال (صلى الله عليه وآله): أقول كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اذهبوا فأنتم الطلقاء وعفا (صلى الله عليه وآله) عن جميعهم حتى عن أشد الأعداء كأبي سفيان وهند.
وقد أباح دم جماعة منهم وأمر بقتلهم، حيث إنهم كانوا جرثومة الفساد وعين الانحراف، لكن بعد ذلك عفا عنهم كعكرمة بن أبي جهل، - وكان يشبه أباه في إيذاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعداوته، والإنفاق على محاربته ـ وصفوان بن أمية بن خلف وكان شديداً على النبي (صلى الله عليه وآله) وكان يموّن جيوش المشركين بمختلف التموين (مما يصح أن يقال له في مثل هذا اليوم بأنه كان وزير دفاع الكفار) .
الرسول (صلى الله عليه وآله) يعفو عن قاتل ابنته وعمه
(هبّار بن الأسود) الذي روّع زينب ابنته (عليها السلام)، فألقت ما في بطنها، وماتت بعد المرض، فأباح رسول الله دمه ثم إنه لما عرف أن الرسول يعفو جاء إليه، واعتذر من سوء فعله، وقال: كنا يا نبي الله على شرك فهدانا الله تعالى بك وأنقذنا من الهلكة فاصفح عن جهلي وعما كان يبلغك عني فإني مقر بسوء فعلي معترف بذنبي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (قد عفوت عنك، وقد أحسن الله إليك، حيث هداك إلى الإسلام والإسلام يجبُّ ما قبله).
وكذلك عفا عن (وحشي) قاتل حمزة، فإنه روي إنه أسلم، وجاء إلى رسول الله بعد أن أمن جانبه، فقال له النبي: أوحشي؟ قال: نعم، قال أخبرني كيف قتلت عمي؟ فأخبره، فبكى (صلى الله عليه وآله) ثم عفا عنه.
الرسول (صلى الله عليه وآله) يعفو عمن هجاه
وكعبد الله بن الزبعرى، وكان يهجو رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ويسيء القول فيه وفي المسلمين، فلما فتحت مكة هرب، ثم لما عرف بأنه رسول رحمة وإنسانية رجع إليه (صلى الله عليه وآله) واعتذر، فقبل رسول الله عذره، فأسلم، وقال هذا الشعر:
إني لمعتذر إليـك من الـــذي أسديت إذ أنا في الضلال أهيم
فاغفر فدا لك والدي كلاهمـا زللــي، فإنــك راحــم مرحـوم
ولقد شهدت بأن دينك صادق حــق وأنــك في العبــاد جسيم
وكذلك عفا عن هند مع جرائمها الكثيرة.
الرسول (صلى الله عليه وآله) يتحنن لحنين امرأة كافرة
وحتى إذا كان قد فات الأوان، وقتل المجرم، كان (صلى الله عليه وآله) يتحنن إذا عوتب، فإنه لما قتل النضر بن حرث ـ وهو من المجاهرين بمعاداة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ عند رجوعه من بدر (قتله علي عليه الصلاة والسلام) أنشدت ابنته أو أخته أبيات تحسر وتعطف، والتي منها:
أمحمد ولا أنت نجــــل نجيبــــة في قومها والفحل فحل معرق
ما كان ضرك لو مننـــت وربما مَنَّ الفتى وهو المغيظ المحنق
لو كنت قابـــل فديــــة فلنأتيــــن بأعز ما يغـــلو لـــدى وينفــق
فالنضر أقرب من أصبت وسيلة وأحقهــم إن كـــان عتـق يعتق
فلما سمع النبي (صلى الله عليه وآله) الأشعار، قال: لو سمعت هذا من قبل أن أقتله ما قتلته.
الرسول (صلى الله عليه وآله) يعفو عن قاتله
وأغرب من كل ذلك عفوه عن اليهودية التي سمته في الشاة، حيث طلبها النبي (صلى الله عليه وآله)، واعترفت، فقد قال أبو جعفر الباقر (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتى باليهودية التي سمته في الشاة، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لها: ما حملك على ما صنعتي؟ فقالت: قلت إن كان نبياً لم يضره، وإن كان ملكاً أرحت الناس منه، فعفا عنها الرسول (صلى الله عليه وآله)، وتركها وشأنها، مع العلم أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان من سبب وفاته سم هذه المرأة له.
سخاء الرسول (صلى الله عليه وآله)
وكان يقول: (أنا أديب الله، وعلي أديبي، أمرني ربي بالسخاء والبر، ونهاني عن البخل والجفاء، وما شيء أبغض إلى الله عزّ وجل من البخل وسوء الخلق، وأنه ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل)( وكان ينفق كل شيء له حتى يبقى هو وأهله جائعين.
وقد روي الإمام الصادق عليه السلام: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقبل إلى (الجعرانة)، فقسم فيها الأموال (أي أموال حنين وكانت كثيرة جداً) فجعل الناس يسألونه فيعطيهم حتى ألجأوه إلى شجرة، فأخذ برده وخدش ظهره من آثار الشجرة، حتى أجلوه عنها وهم يسألونه؟ فقال: أيها الناس ردوا علي بردي، والله لو كان عندي نعماً لقسمته بينكم، ثم ما ألفيتموني جباناً ولا بخيلاً.
وقد قال (صلى الله عليه وآله) في مرض موته للعباس: يا عم رسول الله: تقبل وصيتي، وتنجز عدتي، وتقضي ديني؟ فقال العباس: يا رسول الله عمك شيخ كبير، ذو عيال كثير، وأنت تباري الريح سخاءاً وكرماً، وعليك وعد لا ينهض به عمك.
أقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما ذكر المؤرخون، كان إذا طلب منه شيء فإذا كان عنده أعطاه، وإذا لم يكن عنده وعد، ولما لم يقبل العباس وصية الرسول هذه عرضها على علي عليه الصلاة والسلام فقبلها وعمل بها.
وقد قال جابر بن عبد الله ما سُئِل رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيئاً قط، فقال: لا(9).
الرسول (صلى الله عليه وآله) يعد ما لا يقدر عليه في الحال
وقد روي كثيراً أنه كان يأتيه الرجل فيقول له: أعطني كذا، فيقول له: ليس عندي، ولكن إذا جاءنا شيء قضيناه.
وطلب منه رجل شيئاً ولم يكن عنده فوعده وكان أحد الأصحاب حاضراً فقال: يا رسول الله ما كلفك الله ما لا تقدر عليه، فقال الرجل السائل: يا رسول الله (إنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالاً) .
فتبسم النبي (صلى الله عليه وآله)، وعرف السرور في وجهه.
وكان من صفاته (صلى الله عليه وآله) أنه لا يقطب وجهه، وإذا قال إنسان شيئاً يكرهه لم يجابهه بذلك، بل كان يقول: ما بال أقوام يصنعون كذا ويقولون كذا؟ فينهي بدون أن يسمي فاعل الأمر.
من أخلاقيات الرسول (ص)
وقد كان أجود الناس كفاً، وأكثر الناس صبراً، وأصدق الناس لهجةً، وأوفاهم ذمةً، وألينهم عريكةً، وأكرمهم عشرةً، فمن رآه هابه، ومن خالطه أحبه وكان يؤلف الناس ولا ينفرهم، ويكرم كريم كل قوم، ويوليه عليهم، وكان يقول (صلى الله عليه وآله): (إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه)(10)، ويتفقد أصحابه، ويعطي كل جلسائه نصيبه، لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه، من جالسه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه، ومن سأله حاجة لم يردّه إلا بها، أو بميسور من القول(11).
وكان (صلى الله عليه وآله) يقول: (ردوا السائل بشيء قليل، أو بقول جميل) .
وكان يقول: (خير الولاة من جمع المختلف، وشر الولاة من فرّق المؤتلف) .
لا ضريبة على الإرث
وكان (صلى الله عليه وآله) يقول: (من ترك مالاً فلأهله، ومن ترك ديناً فعلي والي)(12).
وكان يجيب من دعاه، ويقبل الهدية، ولو كانت كراعاً، ويكافئ عليها، يغضب لربه، ولا يغضب لنفسه، وكان سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب، ولا فحاش، ولا عياب، ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي ولا يؤيس منه، الخيـــر منه مأمول، والشر مــنه مأمون، وقد قــــال سبحانه فيه: ( فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)(13).
وقال تعالى: ( وإنك لعلى خلقٍ عظيم)(14).
أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى مع اليهود
وقد روي عن أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، أنه قال: إن يهودياً كان له على رسول الله دنانير، فتقاضاه، فقال له الرسول (صلى الله عليه وآله): يا يهودي ما عندي، فقال: إني لا أفارقك يا محمد حتى تقضيني، فحبس رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى صلى النبي (صلى الله عليه وآله) في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة، وكان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) يهددونه ويتوعدونه، فنظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إليهم، فقال: ما الذي تصنعون به؟ فقالوا: يا رسول الله يهودي يحبسك؟ فقال: لم يبعثني ربي عزّ وجل لكي أظلم معاهداً ولا غيره. فلما علا النهار قال اليهودي أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وشطر مالي في سبيل الله(15).
النبي (صلى الله عليه وآله) دائم الحركة
أقول: النبي (صلى الله عليه وآله) لما كان كثير الحركة، ويتفقد المحلات، فكان (صلى الله عليه وآله)، يجعل خلفاً له في صلاته في المسجد، كلما ذهب إلى المكان، فكان هذه القضية وقعت، حيث كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في تلك المحلات التي كان يتفقدها، ولا مانع عند النبي من أن يساير يهودياً كمثل هذه المسايرة حتى يظهر له أخلاق الإسلام لا له فحسب، بل لأهل العالم أجمع، ويسبب بذلك انجذاب الناس إليه.
وقد روى بعض خدمه، أنه قال: خدمت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشر سنين، فما قال لي: أفٍ قط، وما قال لشيء صنعته، لم صنعته؟ ولا لشيء تركته، لم تركته؟.
وكان من عادته أنه يجيب الناس الذين ينادونه بأحسن جواب، فكان إذا ناداه أحد قال له: (لبيك) .
وعن جرير بن عبد الله قال: ما حجبني رسول الله (صلى الله عليه وآله) قط منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم، وكان يمازح أصحابه، ويخالطهم، ويحادثهم، ويداعب صبيانهم، ويجلسهم في حجره، ويجيب دعوة من دعاه، ويعود المرضى حتى في أقصى المدينة، ويقبل عذر المعتذر، ولا يترفع على أحد حتى على عبيده، وإمائه في مأكل ولا ملبس(16).
الرسول (صلى الله عليه وآله) يقضي الحوائج
ولا يأتيه أحد إلا قام معه في حاجته، ولو كانت أمَة، ولا يجلس متكئاً، ولا يثبت بصره في وجه أحد، ويقبل الهدية ولو كانت جرعة لبن.
وروى بعض أصحابه، أنه قال: كان (صلى الله عليه وآله) إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه، فإن كان غائباً دعا له، وإن كان شاهداً زاره، وإن كان مريضاً عاده(17)، وكان لا يدع أحداً يمشي معه إذا كان راكباً حتى يحمله معه، فإن أبى قال: تقدم أمامي وأدركني في المكان الذي تريد(18).
الرسول (صلى الله عليه وآله) يخدم كأحد أصحابه
وكان يتعاون مع أصحابه، كأنه أحدهم لا يترفع عليهم في قليل ولا كثير. فقد كان في سفر فأمر بإصلاح شاة، فقال رجل: يا رسول الله علي ذبحها، وقال آخر علي سلخها، وقال آخر: علي طبخها، فقال (صلى الله عليه وآله): وعلي جمع الحطب، فقالوا: يا رسول الله نحن نكفيك، فقال: قد علمت أنكم تكفونني، ولكني أكره أن أتميز عليكم، فإن الله يكره من عبده أن يراه مميزاً بين أصحابه، ثم قام فجمع الحطب.
الرسول (صلى الله عليه وآله) لا يستخدم أحداً
وكان في سفره فنزل إلى الصلاة، ثم كرّ راجعاً، فقيل: يا رسول الله أين تريد؟ قال: أعقل ناقتي، قالوا: نحن نعقلها، قال: لا يستعين أحدكم بالناس، ولو في قضمة من سواك.
وكان إذا استمع إلى أحد يدير رأسه حتى يكون الرجل هو الذي يدير رأسه.
وكان إذا أخذ بيده أحد لا يرسل يده حتى يرسل ذلك الإنسان يدهُ منه (صلى الله عليه وآله) .
وما قعد إلى رجل قط فقام حتى يقوم ذلك الرجل، ولم ير مقدماً ركبتيه بين يدي جليس له، وكان يبدأ من لقيه بالسلام حتى الأطفال والنساء، ويبدأ أصحابه بالمصافحة.
النبي (صلى الله عليه وآله) يبسط رداءه لضيفه
يكرم من دخل عليه، وربما بسط إليه ثوبه ويؤثره بفراشه الذي كانت تحته، يكني أصحابه، ويدعوهم بأحب أسمائهم، تكرمةً لهم، ولا يقطع على أحد حديثه.
وقد روى سلمان (رضوان الله عليه) قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو متكئ على وسادة، فألقاها إلي، ثم قال: يا سلمان ما من مسلم دخل على أخيه المسلم فيلقى له الوسادة إكراماً له إلا غفر الله له.
وإذا كان يصلي وجلس إليه أحد خفف صلاته حتى يفرغ منها مسرعاً ليسأله عن حاجته فإذا فرغ عن جواب السائل عاد إلى صلاته.
وكان أكثرهم تبسماً، وأطيبهم نفساً.
الرسول (صلى الله عليه وآله) مع الخدم
وكان خدم أهل المدينة يأتون إلى رسول الله إذا صلى الغداة بأوانيهم وفيها المياه ليغمس يده فيها فيتبركون بتلك المياه، فما يؤتى بآنية إلا غمس يده فيها، وربما كان ذلك في الغداة الباردة فلا يأبى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يغمس يده في تلك الأواني.