منتديات .. شباب الصحبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


حط ايدك في ايدنا اكيد حنكون حاجة ,, شباب الصحبة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصوردخولالتسجيل

 

 الأمن القومي المصري ومشروع الدويلة الفلسطينية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمود صلاح القمحاوى
أصحاب الكفائة
أصحاب الكفائة
محمود صلاح القمحاوى


ذكر
عدد الرسائل : 99
العمر : 33
أوسمة التميز : الأمن القومي المصري ومشروع الدويلة الفلسطينية 9
ردد معايا : الأمن القومي المصري ومشروع الدويلة الفلسطينية C13e6510
تاريخ التسجيل : 23/05/2008

الأمن القومي المصري ومشروع الدويلة الفلسطينية Empty
مُساهمةموضوع: الأمن القومي المصري ومشروع الدويلة الفلسطينية   الأمن القومي المصري ومشروع الدويلة الفلسطينية Emptyالخميس يونيو 12, 2008 4:28 am

من المعروف أن حدود الأمن القومي لأي دولة لا تقف عند حدودها الجغرافية المرسومة والمعترف بها دوليا ً، و إنما لكل دولة ما يسمي بالمجال الحيوي يحيط بها من الجهات الأربع ، تحاول أن تؤمن نفسها خلاله بالتحالفات الإقليمية والدولية ووضع استراتيجيات ثابتة ومتغيرة تتعامل مع هذا المجال بما يضمن لها وللشعب الذي تقوده الأمن والاستقرار. وفي حالة مصر فإنه من الثابت أن المجال الحيوي لأمنها يشمل في الدائرة الأقرب الدول العربية المحيطة ـ وخاصة من جهة الشرق ـ ثم دول حوض نهر النيل إلي الجنوب، وعلي هذين الاتجاهين كانت مصر دوما ً وعبر التاريخ تضع استراتيجياتها ـ كدولة ـ لتأمين نفسها ضد القوي الاستعمارية العالمية التي رأت في مصر دائما ً بحكم موقعها الجغرافي الفريد، مفتاحا ً مغريا ً لتحقيق أطماعها وتثبيت إمبراطورياتها. بغض النظر عن كم من المرات فشلت مصر في تحقيق هذا الأمن وكم مرة نجحت في صد أطماع الاستعمار في موقعها و أرضها ومياهها وجوها ومواردها.

ومنذ الهكسوس الذين هاجموا مصر من جهة الشرق عبر أرض فلسطين إلي إسرائيل التي زرعتها أوروبا ـ أيضا ً في أرض فلسطين ـ ، والذاكرة الجمعية للشعب المصري عبر العصور تختزن الحذر والتوجس والقلق المستمر تجاه مصير فلسطين، فقد أثبت التاريخ للمصريين أن أمنهم مهدد طالما كانت فلسطين مهددة، وأن فلسطين هي أهم النقاط في المجال الحيوي لأمنهم من جهة الشرق، ويعي المصريون هذه الحقيقة التاريخية بكل شرائحهم، مثقفون وقادة ، حكام ومحكومون، مدنيون وعسكريون، حتي في الأغاني الشعبية والتراث الفرعوني والقبطي والإسلامي والحديث.

ومن هذا المنطلق الأمني أولا ً فإن مصر معنية بمستقبل فلسطين، إلي جانب منطلقات أخري لا تقل أهمية منها الروابط القومية والدينية والثقافية مع الفلسطينيين، إضافة إلي منطلق إنساني عام تشترك فيه كل الأمم ـ أو من المفترض ذلك ـ من حيث ضرورة مساندة الشعوب المقهورة ضد الجائرين عليها.

وقد يكون لكل عربي من المحيط الي الخليج تحفظاته علي القذافي واسلوبه وطرحه وحتي مصداقية مواقفه، الا انه يبدو ان لمس القذافي لحقيقة القضية الفلسطينية بقوله (فلسطين لا تتسع لدولتين) يذكر العرب ـ انظمة وشعوبا ـ بالعجز الصارخ الذي نمر به الي الحد الذي يجعل الجميع يسخط علي هذا التذكير المؤلم بحقيقة الوضع العربي، فإذا كان الفلسطيني ترك وحده يقاوم الاحتلال، ودفع دفعا للاكتفاء ـ ولو مرحليا ـ بالنضال من اجل الضفة الغربية وغزة فقط، وأرغم ـ ولو ظاهريا ـ علي الاعتراف (بحق المشروع الصهيوني) في الوجود، وإذا كانت بوصلة الأمن الحقيقي لمصر قد فقدت فوقيا ورسميا ، فإن مثقفينا ومفكرينا ـ الذين لم ينهزموا بعد إلي درجة السير في ركاب السلطان ـ مازالوا مطالبين بالاستمرار في الالحاح علي الشرح للاجيال الجديدة بأن (وجود) اسرائيل هو خطر استراتيجي علي احلام المواطن المصري في النهضة والعدالة، وما زالوا مطالبين بمساندة وتشجيع الرؤية المصرية الاستراتيجية التي مثلتها مقولة (صراع وجود وليس صراع حدود) ـ وعلي حد تعبير جمال حمدان نحن واسرائيل يا قاتل يا مقتول ! ـ ، والالحاح علي انه ـ لا ينبغي ابدا ان تعترف مصر ـ ومصر بالذات ـ بوجود هذه الدولة العنصرية في فلسطين ـ ، حتي ولو كان القائل بهذا يبدو ـ في المناخ الحالي ـ وكأنه كائنٌ تاريخي، عليه ان يتواري خجلا ، او يقولها مغلفة بأقاويل الأمم المتحدة او غيرها من الأقاويل الماسخة التي أطلقها بن جوريون مثل (الارض مقابل السلام)، وما زالوا مطالبين بالتشجيع علي مساندة المقاتل الفلسطيني والمطالبة بدعمه بالمال والسلاح، فأضعف الايمان ان نحافظ علي الحلم قائما الي أن يأتي جيل قادر علي تحقيقه بإسقاط المشروع (الدخيل) ، كما فعل بعض اسلافنا في مصر والشام، والحفاظ علي الحلم يكون بإصرار المثقفين المقاتلين علي شرح العلاقة الصميمة بين ما تتعرض له مصر من (إفقار) ووجود هذا المشروع العنصري في المنطقة وطابوره من (الملاطفين) المتواجدين بيننا أو المطبعين والمبادرين بمفرداتنا الحديثة، وشرح استماتة الرأسمالية العالمية للقبض والاحكام علي ثروات المنطقة بالمساندة اللامحدودة للدولة الاسرائيلية العنصرية في فلسطين، و(رشوة) الشعوب العربية في الخليج بإغراقها في مستنقع الاستهلاك الذي صار من الصعب عليهم التخلي عنه من اجل مستقبل بعيد لا يعنيهم في شيء، و (حصار) المصريين اقتصاديا وثقافيا لالهاء الجميع عن اخطر ما تتعرض له هذه المنطقة كلها ـ وليس الفلسطينيون وحدهم ـ من سلب لمواردها وتعطيل لمشروع النهضة والتنمية والتنوير فيها، والانتقام من العراق بتدميره، وابادة الفلسطينيين ـ خط الدفاع الاول ـ وايقاع الباقين في بعضهم البعض، شرح كل هذا للاجيال الجديدة بدلا من تلاوة أقاويل مخادعة مثل (حق الشعب الفلسطيني في اقامة دويلة قد تصبح جسرا ـ بحكم طبيعتها المرتقبة ـ لاسرائيل للهيمنة كليا علي الشعوب العربية ومستقبلها وعلي رأسهم جميعا مصر)، وأقاويل السلام الاستراتيجي وغيرها من تراتيل اسرائيل، حتي لو كانت تساندها اعتي القوي العالمية (فقد استعان عموري الاول ملك مملكة بيت المقدس بالامبراطور البيزنطي الذي استجاب رغم انه ـ كما تقول كتب التاريخ ـ كان مشغولا حينئذٍ بالبلقان! وقد سقط عموري في ظلمات التاريخ وسقطت الامبراطورية البيزنطية وبقيت فقط الارض وسكانها!)، كذلك ما زال مثقفونا ومفكرونا مطالبين بالالحاح علي التفريق بين اليهودية ـ وهي دين شأنها شأن اي دين ـ والصهيونية وهي مشروع رأسمالي غربي عنصري، واليهود من حيث كونهم جزء من الانسانية (وليسوا اولاد خنازير كما يطرح البعض) والصهاينة من حيث كونهم رأس حربة الرأسمالية العالمية البغيضة، فالجيل الجديد المغيب التائه لابد ان ـ يعرف علي الاقل ـ ان الشرط الاول لقهر الفقر والجهل والتخلف ان نكون ـ ببساطة ـ أحرارا، وأول خطوة في طريق الحرية هو رفض مشروع الهيمنة الاسرائيلي علي المنطقة ككل، ومن هنا فإن الطرح العاطفي الانفعالي للتعاطف القومي مع الفلسطينيين ـ رغم انه مقبولا ـ الا انه ليس كافيا، فالمصريون الذين اوحي اليهم ان اراضيهم حررت وكفي، يجب ان يعرفوا ان انهيار عملتهم وسيطرة بعض رجال الاعمال المتعاونين مع اسرائيل ومن يرعاها علي ثروات بلادهم، وعمليات الاغراق لاسواقهم بالبضائع الاسرائيلية وغير الاسرائيلية، وغير ذلك من فساد وتراخ في مؤسسة الحكم والجيش وانتشار الفقر (او الافقار) هو امر ذو علاقة وثيقة باستمرار وجود دولة عنصرية في فلسطين، وان ما كان (دورا) تضطلع به مصر بقيادة المنطقة الي التحرر والتنمية لا ينبغي ان يتحول ـ كما هو الحال الآن ـ الي (وظيفة) تمرر هذا المشروع الخطير، وهذا كله ينبغي ان يكون في اطار مشروع تحرري نهضوي لا يتأتي لمصر طرحه من جديد طالما بقي متنفذا فيها من يقبل (بيع) المستقبل معاندا الجغرافيا والتاريخ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://lesaeldoniabehker.blogspot.com
 
الأمن القومي المصري ومشروع الدويلة الفلسطينية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات .. شباب الصحبة :: .·:*'*:·. كلام في السياسة .·:*'*:·. :: مصر و فلسطيين ! دولة واحدة-
انتقل الى: